زعيما أعظم دولتين في عالم اليوم، «زارا» المملكة هذا العام. ستة أشهر تفصل بين زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن (جدة: ١٥ -١٦ يوليو) وزيارة الرئيس الصيني تشي بينغ (الرياض: ٧ – ١٠ ديسمبر). حدثٌ نادرٌ وغير مسبوق في السياسة الدولية. في كلا الزيارتين حشدت الرياض ما يقترب من نصف أعضاء الجامعة العربية، في مؤتمر إقليمي حضره الزعيمان الكبيران، تأكيداً لامتداد نفوذ الرياض الإقليمي في أكثر المناطق أهمية لاستقرار العالم ولمصالح وأمن العملاقين، في صراعهما الممتد على مكانة الهيمنة الكونية.
قد لا يكون مبالغةً القول: إن اجتماعَي جدة والرياض، أحدثا توازناً يقترب من الندية بين الأطراف الثلاثة، بما يصعب اعتباره كذلك، لو أن الاجتماعين، كانا مجرد لقاءات ثنائية بين كلٍ من الرياض، من ناحية، وواشنطن وبكين من ناحية أخرى.
مما يلفت الانتباه، أيضاً، ويلقي مزيداً من الضوء على مكانة المملكة الإستراتيجية الإقليمية والدولية، أن الرياض لم تذهب إلى واشنطن وبكين، بل واشنطن وبكين هما من أتيا إلى الرياض. مِنْ ثَمّ: قمم جدة والرياض أوجدت واقعاً إستراتيجياً للدول النافذة إقليمياً، ليكون لها دورٌ وكلمةٌ ومكانةٌ ونفوذٌ على مسرح السياسة الدولية.
وتطابقت زيارة الرئيس الصيني للرياض، في إثارتها ولفت الانتباه، مع تلك التي أثارتها زيارة رئيس الولايات المتحدة لجدة. صحيح أن الرياض وواشنطن تربطهما علاقة إستراتيجية خاصة تقترب من ثمانية عقود، إلا أن هذه العلاقة التاريخية بين البلدين، لم تكن علاقة خالية من الخلافات وتباين وجهات النظر، حول قضايا ثنائية أو إقليمية، مما أدخل هذه العلاقة في اختبارات شديدة الحساسية والتعقيد، وصلت في أحيانٍ كثيرةٍ، إلى التهديد الحقيقي لمتانة وجدارة ومستقبل هذه العلاقة في خدمة مصالح البلدين.
الكلُ لاحظ، في الفترة الأخيرة، مدى التوتر الذي أصاب علاقة الرياض بواشنطن في عهد الحكومة الديمقراطية الحالية.. والكل تابع حملةَ الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، التي صرّح فيها المرشح الرئاسي حينها (جو بايدن) بتصريحات، في حق المملكة، لا يمكن أبداً اعتبارها تتسق مع العلاقات التاريخية بين الرياض وواشنطن. مع ذلك جاء الرئيس بايدن إلى المملكة لأن إدارته شعرت أن من مصلحة الولايات المتحدة البناء على العلاقات التاريخية مع الرياض، لا العمل على تجاهلها، دعك من الإضرار بها.
الصين، كذلك، وهي تسعى لترسيخ نفوذها، خارج نطاق مجالها الحيوي شرق وجنوب شرق آسيا وغرب الباسفيك، خاصةً بعد الضرر الإستراتيجي الكبير، الذي حدث لروسيا جرّاء حربها على أوكرانيا، مما أدى إلى انحسار نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة المحيط الهندي، نرى بيكين تتسارع خطاها ليكون لها موطئ قدم خارج سور الصين العظيم، غرباً، لتأمين طريق الحرير الذي يربطها بأوروبا، ماراً بدول وسط وغرب وجنوب غرب آسيا.. وأيضاً: لتأمين حاجتها من مصادر الطاقة الإحفورية (النفط والغاز)، في أكثر مناطق العالم غنى بها، مع تمتعها بتنافسية إنتاجية وسعرية وجغرافية عالية، لا تضاهيها او تقترب منها، أي منطقة أخرى في العالم.
المملكة العربية السعودية، لا تقتصر موارد قوتها الناعمة، على: غناها بالموارد الطبيعية، الذي يعزز من نفوذها وتأثيرها، المكانة الروحية الرفيعة، التي تتمتع بها المملكة بوجود الحرمين الشريفين ضمن سيادة إقليمها، فحسب... بل، أيضاً: ما يتوفر لدى المملكة من موارد إستراتيجية، راجعة أساساً لموقعها الجغرافي في قلب عالم اليوم. منطقة الخليج العربي، شبه الجزيرة العربية، بالذات، وإن كانت إستراتيجياً تمثل قلب عالم اليوم، فإن المملكة، من الناحية الإستراتيجية، تمثل مهوى أفئدة الدول العظمى، في حراكها المستعر للمنافسة على الهيمنة الكونية.
الرياض، اليوم، هي «قبلة» العالم السياسية والاقتصادية والإستراتيجية.
قد لا يكون مبالغةً القول: إن اجتماعَي جدة والرياض، أحدثا توازناً يقترب من الندية بين الأطراف الثلاثة، بما يصعب اعتباره كذلك، لو أن الاجتماعين، كانا مجرد لقاءات ثنائية بين كلٍ من الرياض، من ناحية، وواشنطن وبكين من ناحية أخرى.
مما يلفت الانتباه، أيضاً، ويلقي مزيداً من الضوء على مكانة المملكة الإستراتيجية الإقليمية والدولية، أن الرياض لم تذهب إلى واشنطن وبكين، بل واشنطن وبكين هما من أتيا إلى الرياض. مِنْ ثَمّ: قمم جدة والرياض أوجدت واقعاً إستراتيجياً للدول النافذة إقليمياً، ليكون لها دورٌ وكلمةٌ ومكانةٌ ونفوذٌ على مسرح السياسة الدولية.
وتطابقت زيارة الرئيس الصيني للرياض، في إثارتها ولفت الانتباه، مع تلك التي أثارتها زيارة رئيس الولايات المتحدة لجدة. صحيح أن الرياض وواشنطن تربطهما علاقة إستراتيجية خاصة تقترب من ثمانية عقود، إلا أن هذه العلاقة التاريخية بين البلدين، لم تكن علاقة خالية من الخلافات وتباين وجهات النظر، حول قضايا ثنائية أو إقليمية، مما أدخل هذه العلاقة في اختبارات شديدة الحساسية والتعقيد، وصلت في أحيانٍ كثيرةٍ، إلى التهديد الحقيقي لمتانة وجدارة ومستقبل هذه العلاقة في خدمة مصالح البلدين.
الكلُ لاحظ، في الفترة الأخيرة، مدى التوتر الذي أصاب علاقة الرياض بواشنطن في عهد الحكومة الديمقراطية الحالية.. والكل تابع حملةَ الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، التي صرّح فيها المرشح الرئاسي حينها (جو بايدن) بتصريحات، في حق المملكة، لا يمكن أبداً اعتبارها تتسق مع العلاقات التاريخية بين الرياض وواشنطن. مع ذلك جاء الرئيس بايدن إلى المملكة لأن إدارته شعرت أن من مصلحة الولايات المتحدة البناء على العلاقات التاريخية مع الرياض، لا العمل على تجاهلها، دعك من الإضرار بها.
الصين، كذلك، وهي تسعى لترسيخ نفوذها، خارج نطاق مجالها الحيوي شرق وجنوب شرق آسيا وغرب الباسفيك، خاصةً بعد الضرر الإستراتيجي الكبير، الذي حدث لروسيا جرّاء حربها على أوكرانيا، مما أدى إلى انحسار نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة المحيط الهندي، نرى بيكين تتسارع خطاها ليكون لها موطئ قدم خارج سور الصين العظيم، غرباً، لتأمين طريق الحرير الذي يربطها بأوروبا، ماراً بدول وسط وغرب وجنوب غرب آسيا.. وأيضاً: لتأمين حاجتها من مصادر الطاقة الإحفورية (النفط والغاز)، في أكثر مناطق العالم غنى بها، مع تمتعها بتنافسية إنتاجية وسعرية وجغرافية عالية، لا تضاهيها او تقترب منها، أي منطقة أخرى في العالم.
المملكة العربية السعودية، لا تقتصر موارد قوتها الناعمة، على: غناها بالموارد الطبيعية، الذي يعزز من نفوذها وتأثيرها، المكانة الروحية الرفيعة، التي تتمتع بها المملكة بوجود الحرمين الشريفين ضمن سيادة إقليمها، فحسب... بل، أيضاً: ما يتوفر لدى المملكة من موارد إستراتيجية، راجعة أساساً لموقعها الجغرافي في قلب عالم اليوم. منطقة الخليج العربي، شبه الجزيرة العربية، بالذات، وإن كانت إستراتيجياً تمثل قلب عالم اليوم، فإن المملكة، من الناحية الإستراتيجية، تمثل مهوى أفئدة الدول العظمى، في حراكها المستعر للمنافسة على الهيمنة الكونية.
الرياض، اليوم، هي «قبلة» العالم السياسية والاقتصادية والإستراتيجية.